المسؤولية الاجتماعية بين الإلزام والالتزام ضرورة لتنمية الضمير الأخلاقي لدى طلاب کلية التربية

هدف هذا البحث إلى تحديد واقع البنية الأخلاقية للمسؤولية الاجتماعية لدى طلاب کلية التربية بجامعة المنيا. وتحقيقًا لهذا الهدف تم الاعتماد المنهج الفلسفي لتحليل البعد الأخلاقي للمسؤولية الاجتماعية. والوقوف على التصورات الفلسفية التي تدعم وتفسر الإلزام الأخلاقي ومصادره، وتحليل الأسس النظرية (الاجتماعية والفلسفية والنفسية) التي تفسر نشأة الضمير الأخلاقي، واستخلاص المضامين التربوية من التحليل الفلسفي والأخلاقي لمفهومي المسؤولية الاجتماعية والضمير الأخلاقي.
کما قام الباحث بتصميم مقياس للبنية الأخلاقية للمسؤولية الاجتماعية تکون من (20) عشرين موقفا يقيس أربعة مستويات، هي: الالتزام بالقيمة، تفضيل القيمة، تقبل القيمة، والأخير عدم وجود القيمة. وتم تطبيقه على (568) طالبًا من طلاب کلية التربية بجامعة المنيا.
وقد أسفر هذا البحث عن النتائج الآتية:
- للمسؤولية الاجتماعية عناصر ثلاث متکاملة (الفهم، الاهتمام، المشارکة)، تعمل کوحدة واحدة، فغياب أحدها أو نقصه يشوه کمال المسؤولية الاجتماعية للفرد وتمامها.
- تؤکد معظم التصورات الأخلاقية على أهمية الإلزام في کل قانون أخلاقي.
- تدعم الکتابات والدراسات الاجتماعية والفلسفية القول بإن: التزام الفرد بالقواعد والمعايير السائدة في المجتمع بوازع داخلي (الضمير) أفضل من فرضها أو إجباره عليها عن طريق القهر أو الضغط الخارجي.
- يعد الضمير الأخلاقي مصدرًا رئيسًا من مصادر الإلزام، وتتعدد الأسس الاجتماعية والفلسفية والدينية في تفسير نشأة الضمير الأخلاقي.
- أن مستوى التزام طلاب کلية التربية بقيم المسؤولية الاجتماعية کان منخفضًا، فقد بلغ المتوسط الحسابي لاستجابات عينة البحث على المقياس ککل 2.169 بوزن نسبي قدره 54.225%، وهي تقع في مدى الالتزام بدرجة منخفضة.
- تباين استجابات عينة البحث حول التزامهم بالأبعاد الأربعة للمقياس. فقد جاء الالتزام بقيم المسؤولية الدينية في الترتيب الأول، يليه الالتزام بقيم المسؤولية الذاتية...